على الرغم من الإفراج عن الجنود السبعة المخطوفين فى سيناء، وظهورهم على
شاشات التليفزيون مع الرئيس الإخوانى محمد مرسى، ووزير الدفاع الفريق أول
عبد الفتاح السيسى، فإن المفاجأة أن لا أحد من أهل وذوى هؤلاء الجنود رأى
ابنه حتى الآن، اللهم إلا العريف إبراهيم أبو العلا، الذى عاد إلى قريته
«سبك الضحاك» بالمنوفية مساء الأربعاء، لكنه اختفى عن العيون تماما، فى
أثناء الاحتفال، وعقب لحظات من قطع الكهرباء عن الاحتفال الذى أقامه أهل
قريته له، دون أن ينطق بكلمة واحدة. المصادر أكدت أن الفريق أول عبد
الفتاح السيسى اتصل بوالد العريف إبراهيم، مشددا له على ضرورة عودة ابنه
مرة أخرى للتحقيقات بعد أن يطمئن عليه لمدة ربع ساعة، وهو ما حدث فعلا،
بينما قال سامح أبو العلا شقيق الجندى إن لديه تعليمات مشددة بعدم الإدلاء
بأى تصريحات لأى جهة. حالة من القلق تسود أسر المجندين السبعة الذين تم
إطلاق سراحهم، حيث لم يتمكنوا من التواصل مع أبنائهم حتى الآن، حيث أعربت
أسرة مجند الصالحية أحمد عبد الحميد عن ضيقها بسبب عدم التواصل مع ابنها،
مؤكدين أنهم لا يعرفون حتى الآن أى معلومات عنه، أو فى أى جهة محجوز. فأكد
والده أنه اطمأن على نجله تليفونيا عقب إطلاق سراحه، مشيرا إلى أن نجله لم
يعد إلى المنزل بعد. عم المجند قال «إحنا لسه ماشوفناش أحمد، وكل اللى
أعرفه عنه إن الحربية أخدته وهو الآن فى القاهرة وسيعود السبت»، مشيرا إلى
أن الفرحة ما زالت غائبة عنهم، وأنهم لا يعرفون ما الأسباب التى تحول دون
التواصل معه. أما والدة مجند أبو كبير أحمد عبد البديع، فقالت «قمت
بالاتصال به مرة واحدة للاطمئنان عليه وأكد لى أن حالته الصحية بخير، وأنه
يجرى بعض الفحوصات الطبية فى المستشفى العسكرى، وسيعود بمجرد الانتهاء منها
وأنه سوف يعود إلى منزله قريبا». فى الوقت نفسه قال إبراهيم مسلوب شقيق
المجند مصطفى مسلوب، إن شقيقه بحالة صحية جيدة، «لكننا لم نره حتى الآن
نظرا إلى إجرائه بعض الفحوصات الطبية». وما يزيد التكهنات بأن هناك صفقة
تمت بين الأمن والخاطفين من الجهاديين، كشف مصدر أمنى لـ«التحرير» أنه تم
وقف العمليات العسكرية بسيناء، مشيرا إلى أنه تم سحب كل القوات المشاركة فى
عمليات التمشيط والمعدات العسكرية التى تم إدخالها إلى سيناء، وعادت
جميعها إلى مواقعها مرة أخرى، وذلك بناء على تعليمات من جهات سيادية.
وقال المصدر إن الجنود يخضعون للتحقيق من قبل جهات سيادية فى الوقت الحالى،
لتحديد هوية المختطفين، وتفاصيل عملية الاختطاف، مؤكدا أنه صدرت أوامر
للجنود بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام فور عودتهم إلى ذويهم، مشيرا إلى أن
الجنود أدلوا بتفاصيل حول تعامل المتهمين معهم خلال الأيام السبعة التى تم
احتجازهم فيها، والطريقة التى أجبروهم بها على تسجيل الفيديو الذى تم بثه
على مواقع التواصل الاجتماعى، إلا أن أجهزة سيادية لم تسمح بعد بإذاعة أو
نشر تلك التفاصيل. كان مصدر أمنى أكد أن عملية إطلاق سراح الجنود
المصريين المختطفين السبعة بسيناء، جرت بفضل جهود المخابرات الحربية وشيوخ
القبائل بسيناء، وأن أجهزة الأمن المصرية تلقت إخطارا بعملية تحرير الجنود
السبعة، وعلى أثره قامت طائرة مروحية عسكرية بالإقلاع باتجاه مكان تحريرهم
للعودة بهم من منطقة صحراوية جنوب العريش إلى القاهرة.