مصر تحترق ربنا يستر بجد




الاشتباكات الداميه
كتب : عادل عبد الرحيم
ضاعت وحدة المصريين، لعل هذه هي النتيجة التي يخرج بها كل من يتفحص المشهد السياسي المرتبك في مصر الآن.. فبعدما ضرب الشعب أروع أمثلة الوحدة الوطنية واجتمعوا على قلب رجل واحد خلال ثورة 25يناير 2011 التي جمعت المسلم والمسيحي والليبرالي والإخواني، تبدل الحال إلى ما نراه الآن من مظاهر الفرقة والتشرذم على نحو ينذر باحتراق البلد في أي لحظة.
فبنظرة واحدة للحشود الغفيرة التي تتوزع على ميادين الغضب بداية من التحرير، الرمز السابق للثورة المجيدة، والمصادمات الدامية بشارع قصر العيني والشيخ ريحان وقصر الاتحادية سندرك على الفور أننا بتنا أمام مشهد عبثي غاية في الخطورة والمأساوية والفوضى، وذلك على إثر الإعلان الدستوري الذي أطلقه الرئيس مرسي منذ ساعات والذي أدى إلى حالة انقسام حادة ربما لم تمر بها مصر في أحلك لحظات تاريخها وحولت شعار هذه الأحداث من الربيع العربي إلى شتاء الغضب يجتاح كل ما يقف بطريقه.
حيث انطلقت اليوم عقب صلاة الجمعة شرارة مواجهات عنيفة بجميع ميادين الثورة بدءاً من التحرير "أيقونة ثورة يناير" ومروراً بشارع الشيخ ريحان الذي يجاور وزارة الداخلية وقصر العيني الذي يتواجد به جلسي الشعب والشورى ورئاسة مجلس الوزراء ومحيط قصر الاتحادية وشارع الميرغني وميدان رابعة العدوية وميدان رمسيس وكذلك ميدان مصطفى محمود والسيدة زينب.
ومروراً بالعديد من المحافظات وفي مقدمتها محافظة الإسكندرية الأكثر توهجاً واشتعالاً خصوصا في ميدان المنشية ومحيط محكمة الإسكندرية التي شهدت منذ ساعات محاكمة المتهمين بقتل الثوار ومنطقة كوم الدكة، وانتهاءً بمحافظات الدلتا وعلى رأسها المنوفية والغربية والبحيرة التي شهدتمصادمات عنيفة وحوادث قطع خطوط السكك الحديدية.
كما امتدت الأحداث إلى المحافظات الساحلية مثل ميدان الأربعين بالسويس ومحيط محكمة بورسعيد والإسماعيلية، وكانت السمة الغالبة لهذه الأحداث الساخنة هي وقوع اشتباكات دامية بين قوات الشرطة والمتظاهرين الذين حاولوا اقتحام عدة منشآت حيوية مهمة.

ورغم التزام القوات المسلحة الصمت التام إزاء هذه الأحداث إلا أن هذا لم يكن ليفسر على أنه غياب عن المشهد الحالي المرتبك، فنشير بعض المصادر إلى رفع درجة التأهب إلى الحالة القصوى في صفوف الجيش، لدرجة ظهور بعض التسريبات حول عدم استبعاد فرض حظر التجول في بعض المناطق المشتعلة خصوصاً مع اقتراب ساعة الصفر لمحاكمة متهمي مجزرة ستاد بورسعيد والتي كانت هي مفجر الأحداث هذه المرة، حيث يطالب الألتراس الأهلاوي بالقصاص لدماء الضحايا فيما يتوعد ألتراس المصري بمنع نقل المتهين إلى مقر المحكمة ولو على جثثهم مما ينذر بوقوع حمامات دم في الشوارع وهو ما يرفع درجة التشاؤم من السيناريو الأسوأ المتوقع حدوثه بمصر إذا استمرت حالة فرق التوقيت بين النظام الحاكم والشعب المحكوم..وربنا يستر بجد هذه المرة

الدستور

الرجوع للصفحة الرئيسية

0 التعليقات

شارك بتعليقك

مواضيع تهمك

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
الصفحة الرئيسية | حقوق القالب ل سامبلكس | مع تحيات المصري الحر