شاهد ماذا كتبت الجبهة السلفية عن باسم يوسف على الفيسبوك الان
[COLOR=black !important] باسم .. يزيل أم يهيل !!
بقلم | د.أحمد الرشيدي
هناك مقولة أعجبتني تذكرتها الليلة ألا وهي ( ليس معنى أننا نعترف بوجود الغبار أننا متشابهان فهناك فارق كبير بين من يريد أن يزيل التراب ومن يريد أن يهيل التراب ) .
تابعت اليوم حلقة باسم يوسف وما ذكره من مواقف بعض قيادات الإخوان الأخيرة مثل كلام عصام العريان وخطاب شيمون بيريز وغيره وأقول مبدئياً أن تلك المواقف مرفوضة بتاتاً ويجب الوقوف ضد هذا النهج المتنازل الذي يحط من تاريخ جماعة لم تكن مواقفها من قضية فلسطين هو بضع كلمات ولا قوافل طبية كما أراد أن يصور باسم يوسف بل جماعة بذلت دماءها بدئاً من حرب فلسطين 1948 بشهادة الجميع وقتها وما زالت حتى الآن وامتدادها في فلسطين وهي حركة حماس وقائدها الأول الشيخ أحمد ياسين رحمه الله من الفصائل التي ما تنازلت ولا تركت السلاح ولا الجهاد وقدمت من البطولات والتضحيات الشيء الكثير نسأل الله لهم القبول والرشاد .
وبقدر هذه المواقف العظيمة بقدر غضبي ورفضي لما قاله الدكتور العريان أو خطاب الرئيس مرسي لشيمون بيريز ولن أقدم أي تبرير للدفاع أو للتقليل من سوء تلك التصريحات والمواقف التي هي سيئة بالفعل .
لكن ما لفت انتباهي كلامه الأخير الجاد في الفقرة الثانية ومعناه باختصار ( تكلموا على قدر حجمكم وكفوا عن الضحك على الناس بأوهام الخلافة والجهاد وتحرير القدس وفلسطين وغير ذلك من قضايا الأمة ) .
فمحصلة كلامه ليس نقد تلك المواقف لمنع تكرارها أو حتى لتشويه تاريخ الإخوان فلو كانت لهانت .
لكن ما هو أخطر من ذلك هو أنه يهدف إلى البناء عليها والدعوة بشكل ظاهر إلى إنهاء تلك القضايا سواء من الخطاب أو من حس الناس وبالتالي القضاء على تلك القضايا نهائياً عن طريق تكبيل تلك القضايا وإلغاءها من الحس والوجدان تحت وطئة صعوبة ظروفنا الحالية والعقبات الكثيرة في الواقع التي تحول بيننا وبين تحقيق هذه الواجبات بحيث أنك لو تغيرت ظروفك وأزيلت العوائق فلن تتجه لنصرة تلك القضايا بل الأخطر من ذلك أنك لن تسعى لتغيير هذا الواقع بل تهرس نفسك تحته وترضى به .
هذا الأسلوب هو أحد أساليب التأثير و الإقناع ألا وهو أسلوب الالتزام والتوافق فيبدأ الأسلوب بالالتزام بكلمات وتنازلات بسيطة موثقة بإرادته والمستهدف يظن أنها مجرد تصريحات لا قيمة لها ثم جره بعد ذلك ليقدم تنازلات أفدح وربما يصل لدرجة الخضوع و التعاون مع من كان يعاديه لكي يكون متوافقاً مع تصريحاته ومواقفه السابقة .
ما أقوله باختصار أن أسوء ما في حلقة باسم يوسف ليس الاجتزاء ولا تعميم تلك المواقف وجعلها حكماً على تاريخ الإخوان , الأخطر من ذلك أن محصلة كلامه لا تهدف لرفض تلك المواقف من باب التنازل عن تلك القضايا الهامة بل تهدف لرفض تبني تلك القضايا وزرعها في حس الإنسان وهو ما ينبغي رفضه بقوة فليس معنى إدانتي لتلك المواقف أن ينسحب ذلك للتفريط في القضية بالكلية وقتلها.
وأخيراً آمل أن المقولة التي صدرتها في أول كلامي ( ليس معنى أننا نعترف بوجود الغبار أننا متشابهان فهناك فارق كبير بين من يريد أن يزيل التراب ومن يريد أن يهيل التراب) قد اتضح المقصود منها الآن .
ردود مسبقة ||
1 : هو أنتم متضايقين من باسم يوسف كده ليه ( وممكن يكون الكلام ده بألفاظ سيئة وبعض البهارات من الشتائم ) ؟
الرد : أولاً ما أهدف له هو تصحيح المفاهيم وهدم الأفكار الهدامة والغضب على كل حال ليس مرفوضاً ولا علامة انتصار ففرق كبير بين من يغضب لنصرة الحق ومن يغضب لنصرة الباطل أو لنفسه وثانياً إذا كان المفهوم من ردي أني مغتاظ فردك على كلامي بالضرورة يعني أنك كذلك وما وصفتني به فهو ينسحب عليك من باب أولى .
2 : طالما لا يعجبك باسم يوسف فلماذا شاهدته ( يضاف لها بعض العبارات التي توحي بأنه تمكن منك وأنك لن تستطيع الرد عليه وأنك متناقض مع نفسك ) ؟
الرد : أولاً متابعتي له هو لمعرفة طرح مؤثر جداً يؤثر على فئة منهم بشكل بالغ حتى أنهم يرددونه دون تفكير ومن ضمنه هذا السؤال لكي أرد على ما فيه أم أنك تريدني أن أرد على شيء لم أره أم أنك لا تريدني أن أرد عليه أصلاً , ثانياً إذا كنت معتقداً بصدق كلامك فلما تابعت كلامي واهتممت بالرد عليه ولم تتجاهله أليس هذا هو التناقض بعينه ؟
3 : ردود أخرى تظن أني كتبت كلامي هذا للدفاع عن الإخوان وتنشغل بوضعي في خندقهم وتسوق وجهة النظر التي تهتم بإدانتهم .
الرد : راجع كلامي وافهم ما أقصده رجاءً .
تلك عينة من الردود المسبقة على أصحاب التصورات المسبقة لا أهدف منها لمنع أي رد بقدر ما أتمنى ألا تكون الردود تافهة ولا تمس الفكرة المطروحة من قريب أو بعيد .
والحمد لله أولاً وآخراً