عبدالفتاح السيسي.. أخطر رجل في 2013
الموجز
بكل همومه وأحزانه.. بكل آلامه وانكساراته.. يستعد عام 2012 للرحيل بكل ماحمل في طياته من أحداث ساخنة وصلت إلي قمة الذروة استعدادا لقبول عام جديد.. أحداث ساخنة.. وصراعات ملتهبة.. وصعود جماعات وهبوط أخري ووقائع تاريخية.. ستسطر في كتب التاريخ شهدها هذا العام.. عودة الجيش إلي ثكناته بعد فترة انتقالية قضاها في حكم مصر.. تولي رئيس إخواني دفة الحكم.. الإطاحة بالمشير طنطاوي وكتيبته.. وتولي الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمر المؤسسة العسكرية.. الانتهاء من وضع دستور مصر والاستفتاء عليه بنعم في ظل صخب عارم من قبل القوي المدنية.. كلها أحداث لم تمر مرور الكرام خلال هذا العام.. حملت الكثير من الجدل وتسببت في خلق العديد من الصراعات.. خرج منها البعض منتصرا.. واكتفت الأغلبية العظمي بالانطواء ومسح دموعها في صمت.. تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة مصر كان أهم الأحداث البارزة التي شهدها العام لأنه حمل في طياته صعود أول "إخواني" إلي كرسي العرش بعد عقود من السجن والعمل السري وباعتلاء مرسي سدة الحكم خرج الإخوان من النفق المظلم تحت الأرض ليعملوا في النور.. بجانب " مرسي" هناك شخصيات أخري احتلت صدارة المشهد وفي انتظار المزيد خلال العام الجديد.. الفريق أول عبدالفتاح السيسي يعتبر أحد أهم هؤلاء النجوم في ظل عام جديد سخونته لن تقل عن سخونة ماضيه بسبب انتخابات مجلس النواب المقرر إجراؤها بعد شهرين من الآن فضلا عن الدعوة لثورة جديدة في الخامس والعشرين من يناير المقبل إحياء لثورة قديمة مر عليها عامان ولم تحقق المنشود منها أو الذي خرج من أجله حشود غفيرة في وسط ميدان التحرير للإطاحة بنظام بأكمله ظل جاثما علي صدورنا لثلاثة عقود من الزمان انتشرت فيها المحسوبية والقمع الأمني لدرجة غير مسبوقة.. الدعوة لعودة المجلس العسكري من جديد لقيادة البلاد أصبحت مطلبا ملحا للكثيرين بعد شعورهم بخطورة الحكم الديني.. العزلة السياسية التي قطعتها "المؤسسة العسكرية" علي مدار السنوات الماضية يبدو أنها لاتروق لـ"السيسي".. تصريحاته وبياناته ولقاءاته ودعواته تؤكد أنه سيكون واحدا من أهم اللاعبين علي الساحة السياسية في العام المقبل.. عندما صعد الرئيس مرسي إلي أعلي سلطة في مصر بتوليه رئاسة الجمهورية كان يقبع حينئذ علي حقيبة وزارة الدفاع المشير حسين طنطاوي.. بعد فترة من الشد والجذب بين الطرفين حاول فيها الأخير تحصين نفسه والمؤسسة التي ينتمي إليها من خلال إصداره "إعلاناً دستورياً" في السادس عشر من يونيو من العام الجاري قبيل حلف الرئيس الجديد اليمين مباشرة.. مرسي في هذه الأثناء وجد نفسه مقيدا أمام طموحات المشير ورجاله.. وتوغل المؤسسة العسكرية في كل الأمور السياسية طبقا للإعلان الدستوري.. لكنه بدهاء شديد لم يبد أي امتعاض وظل علي ثبوته وكان دائما مايذهب إلي احتفالات القوات المسلحة ويشيد بالدور الذي لعبته أثناء الثورة وفترة مابعدها في الوقت الذي كان يصب فيه الجميع غضبه علي المجلس العسكري نظرا للأحداث التي شهدتها فترة مابعد الثورة بدءا من أحداث محمد محمود مرورا بأحداث ماسبيرو والبالون وغيرها وانتهاء بأحداث العباسية.. في الثاني عشر من أغسطس من العام ضرب الرئيس مرسي ضربته القاضية عندما ألغي الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره طنطاوي مقررا الإطاحة به وبرئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سامي عنان وتعيين بدلا منهما اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية بعد ترقيته إلي فريق أول ليحل بديلا لطنطاوي فيما شغل الفريق صدقي صبحي موقع رئيس الأركان.. بهذه الطريقة انتهت أسطورة الرجلين الأقوي في المؤسسة العسكرية مقررين الاختفاء والابتعاد عن الأضواء التي لازمتهما طوال الفترة الانتقالية.. بعدها بدأ مرسي فتح صفحة جديدة مع الفريق "السيسي" وبدا بينهما حالة من الود خصوصا بعد أن فوضه مرسي في قيادة أمور البلاد أثناء سفره للخارج وتحديدا أثناء رحلته للصين رغم وجود نائب للرئيس المستشار محمود مكي - الذي أعلن استقالته مؤخرا- وهو ما أثار استهجان الكثيرين في هذه الفترة باعتبار ما الفائدة إذن من منصب نائب الرئيس مادام لايقوم بدور الرئيس وقت غيابه.. مرسي لم يكتف بذلك بل منحه حق التعبئة العامة للجيش علي طريقة " أهل مكة أدري بشعابها" ثم عاد مجددا ليمنحه هو ورجاله حق الضبطية القضائية أثناء فترة الاستفتاء علي الدستور.. لكن شهر العسل انتهي بين الرجلين أثناء أحداث الاتحادية - والتي خلفت وراءها مايزيد علي عشرة قتلي وإصابة المئات - عندما طالب الكثيرون بضرورة نزول القوات المسلحة مجددا إلي الشارع لعودة الانضباط إليه بجانب الحديث عن دفع القوات المسلحة بعدد من ضباطها وجنودها لتأمين قصر الاتحادية وهو مانفته القوات المسلحة مؤكدة في بيان لها أن موقفها لم يتغير وأنها ستظل دائما في صف الشعب دون الإشارة ولو بجملة واحدة إلي حمايتها للرئيس وهو ما كان بمثابة رسالة للجميع بموقف الجيش في حالة تصاعد الأحداث وعدم قدرة الداخلية أوالحرس الجمهوري علي إحكام السيطرة علي المؤسسات الهامة وحمايتها من أي تخريب.. بيان " العسكري" كان الأول له منذ تولي "السيسي" قيادة القوات المسلحة وهو مافسره البعض بأن تدخل الجيش في أي وقت أمر ليس بمستبعد وهو ماكان يوحي في الوقت ذاته للرئيس وجماعته بخطورة القوات المسلحة إذا قررت العودة من جديد إلي الساحة السياسية.. البيان كان بمثابة الشرارة الأولي في الحرب الخفية بين الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين من ناحية والسيسي وكتيبته من ناحية أخري.. الأمر الذي زاد حلبة الصراع سخونة تمثل في الدعوة التي وجهها السيسي مؤخرا للقوي الوطنية تحت عنوان "لم الشمل" أو "الحوار المجتمعي" في ظل رفض هذه القوي طرح الدستور للاستفتاء دون التوافق حول الكثير من المواد الجدلية محل الاعتراض.. عقب دعوة السيسي مباشرة شهدت مؤسسة الرئاسة حالة من الغليان وعقد مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين عدة لقاءات سرية انتهت بضرورة إلغاء اللقاء وهو ماتم بالفعل بعد عدة تصريحات متضاربة سواء من المؤسسة العسكرية أومؤسسة الرئاسة.. مخاوف الرئيس وجماعته من عودة الدور السياسي للمؤسسة العسكرية كانت سببا رئيسيا في إلغاء هذا الحوار خصوصا أن القوي التي أعلنت عزمها المشاركة فيه ـ بل وذهبت إلي مقر الاجتماع فعليا بالقرية الأوليمبية وبعضها عاد من منتصف الطريق بعد علمهم بإلغاء الحوار- رفضت في الوقت ذاته الذهاب إلي مؤسسة الرئاسة للحوار حول القضية نفسها وهو ماكان بمثابة إنذار إلي مكتب الإرشاد والرئيس معا في خلق تحالف بين هذه القوي والقوات المسلحة قد يطيح بالرئيس وبجماعته في حال التصعيد من قبل الشارع في ظل السخط العام الذي تواجه به الجماعة بعد مساعيها الحثيثة للسيطرة علي الحياة السياسية في مصر.. المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين لعب دور البطولة في إلغاء هذا الاجتماع خصوصا أن العلاقات بينه وبين السيسي غير طيبة وهو ماوضح في رفضه قيام الأخير إدارة البلاد وقت زيارة مرسي للصين وهو الموقف الذي تسبب في حدوث أزمة عنيفة بينه وبين الرئيس مرسي تدخل علي أثرها الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين الشاطر يحاول أن " يقصقص" أجنحة المؤسسة العسكرية ويبقيها بعيدا عن الأحداث السياسية نهائيا خوفا من انقلابها علي المؤسسة الرئاسية في أي وقت في ظل تصاعد الأحداث الدامية من حين لآخر خصوصا أنها مازالت تدين بولائها لقياداتها السابقة وهو ماوضح جليا في عزاء شقيقة الرئيس مرسي والذي شهد الظهور الأول للمشير حسين طنطاوي منذ تركه موقعه حينما ذهب السيسي إليه وأدي التحية العسكرية له أمام الجميع وظل جالسا معه ولم يتركه إلي أن غادر طنطاوي العزاء.. السيسي أبدي غضبه من تدخل مؤسسة الرئاسة لإلغاء اجتماعه بالقوي السياسية مدركا أن الرئيس وجماعته يخشون علي أنفسهم من تصاعد الدور السياسي لمؤسسته خصوصا أن القوات المسلحة بادرت بهذه الدعوة عقب بيان لها في فترة وجيزة من إصدارها البيان الذي علقت فيه علي أحداث الاتحادية وأكدت خلاله انحيازها للشعب.. زادت الطين بلة التصريحات الأخيرة التي هاجم فيها مرشد الجماعة بضراوة القوات المسلحة واتهم قياداتها بالفساد وأنهم جنود طيعون في حاجة إلي إدارة رشيدة بعد أن تولي أمرهم فاسدون وهو ما أحدث حالة هياج داخل القوات المسلحة، ظهر جليا في التصريحات التي أطلقها "السيسي" ردا علي هذه الاتهامات والتي أكد خلالها أن القيادات السابقة للقوات المسلحة ضربت أروع الأمثلة في التضحية والفداء للوطن وأنهم وضعوا المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار فكانوا خير من حمل الأمانة.
وأثني وزير الدفاع علي الدور الوطني الذي قام به قادة القوات المسلحة السابقون، الذين بذلوا كل جهد ولم يبخلوا عن إعلاء مصلحة الوطن،لافتا إلي أنهم يستلهمون منهم الخبرات وأنهم يكنون لهم كل التقدير والعرفان.
لافتا إلي أن المؤسسة العسكرية تمارس مهامها بتجرد تام لا يعنيها إلا شعب مصر الذي تنحاز إليه دائماً، في إطار عقائد استراتيجية راسخة بأهمية عدم التدخل في الصراعات والممارسات السياسية وحتي لا تكون طرفاً ضد آخر.. الكثيرون اعتقدوا أن الدور السياسي للقوات المسلحة سوف يتراجع عقب تولي الرئيس مرسي إدارة البلاد وعودة الجيش إلي ثكناته.. لكن المتابع الجيد لتحركات قادة القوات المسلحة مؤخرا يجد أن الدور السياسي للجيش في تنام ملحوظ فلأول مرة عبر عقود طويلة يصدر الجيش بيانا رسميا عبر صفحته علي "فيس بوك" يهنيء فيه الأقباط بمناسبة أعياد الميلاد.. فضلا عن تصريحات وزير الدفاع بخصوص الاقتصاد المصري والذي أكد أن الاقتصاد يمر بمرحلة بالغة الصعوبة، تستلزم ضرورة العودة إلي العمل والإنتاج وترشيد الاستهلاك، لتخطي هذه المرحلة الدقيقة مشيرا إلي حرص القوات المسلحة علي المشاركة في تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية والمساهمة في دعم خطط التنمية للدولة وتخفيف العبء عن المواطنين.
أعقبها تصريح آخر بأن القوات المسلحة ستظل دائما الدرع الواقي للشعب، وتؤدي مهامها بكل شجاعة، مشددا علي أن مصر أمانة في أعناق الجيش ومهمتهم الحفاظ علي الوطن وصون مقدساته.. عقب الانتهاء من الاستفتاء علي الدستور والتي لعبت القوات المسلحة دورا هاما في تأمينه من الخارج، أكد السيسي أنه لا مزايدة علي دور القوات المسلحة الوطني وأنه كان لزاما عليها تأمين الاستفتاء للحفاظ علي حق المصريين في حرية التعبير لافتا إلي أهمية الحفاظ علي السلام الاجتماعي لحماية الأمن القومي المصري مشيدا بالجهد الكبير لرجال القوات المسلحة خلال عملية الاستفتاء علي الدستور وتأمين نزول الشعب المصري بكل المحافظات، وأدائهم لمهامهم المكلفين بها بانضباط والتزام كامل يعكس الصورة الحقيقية للعلاقة بين الشعب والجيش..
الضربة القاضية التي وجهها " السيسي" للجميع
, والتي أظهرت مدي قوته ونفوذه تمثل في قراره
بحظر تملك أو حق انتفاع أو إيجار أو إجراء أي نوع من التصرفات في الأراضي والعقارات الموجودة بالمناطق الإستراتيجية ذات الأهمية العسكرية, كما شمل القرار المناطق المتاخمة للحدود الشرقية لمصر ، بمسافة 5 كيلومترات غربا، ما عدا مدينة رفح والمباني المقامة داخل الزمام وكردونات المدن فقط، وأشار القرار إلي أنه يحظر أيضا تملك أو انتفاع أو إيجار أو إجراء أي نوع من التصرفات في الأراضي والعقارات الموجودة في الجزر الواقعة في البحر الأحمر والمحميات الطبيعية، والمناطق الأثرية وحرمها.
ونص القرار علي عدم السماح للأشخاص الطبيعيين حاملي الجنسية المصرية دون غيرها من أي جنسيات أخري، ومن أبوين مصريين، وللأشخاص الاعتبارية المصرية المملوك رأس مالها بالكامل لمصريين حاملي الجنسية المصرية وحدها دون غيرها من أي جنسيات أخري التملك في منطقة شبه جزيرة سيناء, فضلا عن حظر تملك أي أراضٍ أو عقارات مبنية بشبه جزيرة سيناء لغير المصريين، وضرورة الحصول علي موافقة وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات العامة، قبل تقرير حق انتفاع أو تملك لمنشآت مبنية فقط دون الأرض المقامة عليها.. الكثيرون اعتبروا أن القرار موجه ضد خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بعد الأنباء التي ترددت عن مساعيه لإقامة مناطق حرة مع عدد من المستثمرين العرب في هذه المناطق, وهو ما اعتبره قيادات الجيش يمثل خطورة بالغة علي الأمن القومي لما تمثله هذه المناطق من أهمية إستراتيجية.
الفريق أول عبدالفتاح السيسي اسمه بالكامل عبدالفتاح سعيد خليل السيسي من مواليد 19نوفمبر عام 1954، حياته الاجتماعية تشير إلي أنه متزوج في بداية الثمانينات، وله من الأبنـاء أربعة ثلاثة أولاد وبنت واحدة رقي من رتبة لواء أركان حرب إلي فريق أول وعين وزيرا للدفاع في الثاني عشر من أغسطس الماضي.. ويعد السيسي أصغر أعضاء المجلس العسكري سنا، ووزير الدفاع رقم 44 في تاريخ مصر.. السيسي كان أول من تنبأ بحدوث الثورة وقت أن كان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية من خلال تقرير قدمه إلي وزير الدفاع السابق المشير محمد حسين طنطاوي في العام 2010 وكان أول قائد عسكري يعلن صراحة وقت أن كان المجلس العسكري الذي كان يشغل عضوا به يتولي إدارة البلاد عن الحاجة إلي تغيير ثقافة أفراد الأمن المصري في تعاملهما مع المواطنين، مبديا استنكاره التعامل العنيف الذي استخدمه قوات الأمن ضد المتظاهرين الذين كانوا يطالبون برحيل النظام السابق، وهو الذي دعا وقتها إلي ضرورة حماية المعتقلين من التعرض للإساءة أو التعذيب، وكان أيضا أول من اعترف بإجراء كشوف فحص عذرية الفتيات المصريات اللائي شاركن في مظاهرات ما بعد ثورة 25 يناير، والمعروفة إعلاميا بحادثة "كشف العذرية".. عقب توليه منصبه الجديد أفادت عدة تقارير بأن السيسي ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين، وأن بعض أفراد أسرته من النساء يرتدين النقاب، وهو ماعزا بالقوات المسلحة لنفي هذه الأقاويل والتأكيد علي أنه لاينتمي لأي فصيل سياسي أوديني.. تبقي علاقة السيسي بأمريكا عاملا أساسيا في مدي التأثير الذي يتمتع به.. وزير الدفاع يرتبط بعلاقة جيدة مع الإدارة الأمريكية قائمة علي الاحترام المتبادل بين الطرفين ورغم ماتردد عن تحفظه في العلاقات مع بلاد العم سام إلا أن الجميع داخل الإدارة الأمريكية يعمل له ألف حساب بحسب العديد من التقارير في هذا الشأن خصوصا أنه قضي عاما من التدريب المهني هناك بجانب حصوله علي زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006 فضلا عن اتصالاته العديدة بالقيادة الأمريكية نظرا للمنصب الذي كان يشغله قبل توليه وزارة الدفاع.. كل هذه المقومات والعلاقات التي يتمتع بها وزير الدفاع فضلا عن مرحلة "التوهان" التي تمر بها مصر وتصاعد الدور السياسي للجيش والاحتمالات الواردة بعودته إلي الشارع مجددا تضع "السيسي" علي رأس الشخصيات الأهم في العام 2013.
الموجز
بكل همومه وأحزانه.. بكل آلامه وانكساراته.. يستعد عام 2012 للرحيل بكل ماحمل في طياته من أحداث ساخنة وصلت إلي قمة الذروة استعدادا لقبول عام جديد.. أحداث ساخنة.. وصراعات ملتهبة.. وصعود جماعات وهبوط أخري ووقائع تاريخية.. ستسطر في كتب التاريخ شهدها هذا العام.. عودة الجيش إلي ثكناته بعد فترة انتقالية قضاها في حكم مصر.. تولي رئيس إخواني دفة الحكم.. الإطاحة بالمشير طنطاوي وكتيبته.. وتولي الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمر المؤسسة العسكرية.. الانتهاء من وضع دستور مصر والاستفتاء عليه بنعم في ظل صخب عارم من قبل القوي المدنية.. كلها أحداث لم تمر مرور الكرام خلال هذا العام.. حملت الكثير من الجدل وتسببت في خلق العديد من الصراعات.. خرج منها البعض منتصرا.. واكتفت الأغلبية العظمي بالانطواء ومسح دموعها في صمت.. تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة مصر كان أهم الأحداث البارزة التي شهدها العام لأنه حمل في طياته صعود أول "إخواني" إلي كرسي العرش بعد عقود من السجن والعمل السري وباعتلاء مرسي سدة الحكم خرج الإخوان من النفق المظلم تحت الأرض ليعملوا في النور.. بجانب " مرسي" هناك شخصيات أخري احتلت صدارة المشهد وفي انتظار المزيد خلال العام الجديد.. الفريق أول عبدالفتاح السيسي يعتبر أحد أهم هؤلاء النجوم في ظل عام جديد سخونته لن تقل عن سخونة ماضيه بسبب انتخابات مجلس النواب المقرر إجراؤها بعد شهرين من الآن فضلا عن الدعوة لثورة جديدة في الخامس والعشرين من يناير المقبل إحياء لثورة قديمة مر عليها عامان ولم تحقق المنشود منها أو الذي خرج من أجله حشود غفيرة في وسط ميدان التحرير للإطاحة بنظام بأكمله ظل جاثما علي صدورنا لثلاثة عقود من الزمان انتشرت فيها المحسوبية والقمع الأمني لدرجة غير مسبوقة.. الدعوة لعودة المجلس العسكري من جديد لقيادة البلاد أصبحت مطلبا ملحا للكثيرين بعد شعورهم بخطورة الحكم الديني.. العزلة السياسية التي قطعتها "المؤسسة العسكرية" علي مدار السنوات الماضية يبدو أنها لاتروق لـ"السيسي".. تصريحاته وبياناته ولقاءاته ودعواته تؤكد أنه سيكون واحدا من أهم اللاعبين علي الساحة السياسية في العام المقبل.. عندما صعد الرئيس مرسي إلي أعلي سلطة في مصر بتوليه رئاسة الجمهورية كان يقبع حينئذ علي حقيبة وزارة الدفاع المشير حسين طنطاوي.. بعد فترة من الشد والجذب بين الطرفين حاول فيها الأخير تحصين نفسه والمؤسسة التي ينتمي إليها من خلال إصداره "إعلاناً دستورياً" في السادس عشر من يونيو من العام الجاري قبيل حلف الرئيس الجديد اليمين مباشرة.. مرسي في هذه الأثناء وجد نفسه مقيدا أمام طموحات المشير ورجاله.. وتوغل المؤسسة العسكرية في كل الأمور السياسية طبقا للإعلان الدستوري.. لكنه بدهاء شديد لم يبد أي امتعاض وظل علي ثبوته وكان دائما مايذهب إلي احتفالات القوات المسلحة ويشيد بالدور الذي لعبته أثناء الثورة وفترة مابعدها في الوقت الذي كان يصب فيه الجميع غضبه علي المجلس العسكري نظرا للأحداث التي شهدتها فترة مابعد الثورة بدءا من أحداث محمد محمود مرورا بأحداث ماسبيرو والبالون وغيرها وانتهاء بأحداث العباسية.. في الثاني عشر من أغسطس من العام ضرب الرئيس مرسي ضربته القاضية عندما ألغي الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره طنطاوي مقررا الإطاحة به وبرئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سامي عنان وتعيين بدلا منهما اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية بعد ترقيته إلي فريق أول ليحل بديلا لطنطاوي فيما شغل الفريق صدقي صبحي موقع رئيس الأركان.. بهذه الطريقة انتهت أسطورة الرجلين الأقوي في المؤسسة العسكرية مقررين الاختفاء والابتعاد عن الأضواء التي لازمتهما طوال الفترة الانتقالية.. بعدها بدأ مرسي فتح صفحة جديدة مع الفريق "السيسي" وبدا بينهما حالة من الود خصوصا بعد أن فوضه مرسي في قيادة أمور البلاد أثناء سفره للخارج وتحديدا أثناء رحلته للصين رغم وجود نائب للرئيس المستشار محمود مكي - الذي أعلن استقالته مؤخرا- وهو ما أثار استهجان الكثيرين في هذه الفترة باعتبار ما الفائدة إذن من منصب نائب الرئيس مادام لايقوم بدور الرئيس وقت غيابه.. مرسي لم يكتف بذلك بل منحه حق التعبئة العامة للجيش علي طريقة " أهل مكة أدري بشعابها" ثم عاد مجددا ليمنحه هو ورجاله حق الضبطية القضائية أثناء فترة الاستفتاء علي الدستور.. لكن شهر العسل انتهي بين الرجلين أثناء أحداث الاتحادية - والتي خلفت وراءها مايزيد علي عشرة قتلي وإصابة المئات - عندما طالب الكثيرون بضرورة نزول القوات المسلحة مجددا إلي الشارع لعودة الانضباط إليه بجانب الحديث عن دفع القوات المسلحة بعدد من ضباطها وجنودها لتأمين قصر الاتحادية وهو مانفته القوات المسلحة مؤكدة في بيان لها أن موقفها لم يتغير وأنها ستظل دائما في صف الشعب دون الإشارة ولو بجملة واحدة إلي حمايتها للرئيس وهو ما كان بمثابة رسالة للجميع بموقف الجيش في حالة تصاعد الأحداث وعدم قدرة الداخلية أوالحرس الجمهوري علي إحكام السيطرة علي المؤسسات الهامة وحمايتها من أي تخريب.. بيان " العسكري" كان الأول له منذ تولي "السيسي" قيادة القوات المسلحة وهو مافسره البعض بأن تدخل الجيش في أي وقت أمر ليس بمستبعد وهو ماكان يوحي في الوقت ذاته للرئيس وجماعته بخطورة القوات المسلحة إذا قررت العودة من جديد إلي الساحة السياسية.. البيان كان بمثابة الشرارة الأولي في الحرب الخفية بين الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين من ناحية والسيسي وكتيبته من ناحية أخري.. الأمر الذي زاد حلبة الصراع سخونة تمثل في الدعوة التي وجهها السيسي مؤخرا للقوي الوطنية تحت عنوان "لم الشمل" أو "الحوار المجتمعي" في ظل رفض هذه القوي طرح الدستور للاستفتاء دون التوافق حول الكثير من المواد الجدلية محل الاعتراض.. عقب دعوة السيسي مباشرة شهدت مؤسسة الرئاسة حالة من الغليان وعقد مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين عدة لقاءات سرية انتهت بضرورة إلغاء اللقاء وهو ماتم بالفعل بعد عدة تصريحات متضاربة سواء من المؤسسة العسكرية أومؤسسة الرئاسة.. مخاوف الرئيس وجماعته من عودة الدور السياسي للمؤسسة العسكرية كانت سببا رئيسيا في إلغاء هذا الحوار خصوصا أن القوي التي أعلنت عزمها المشاركة فيه ـ بل وذهبت إلي مقر الاجتماع فعليا بالقرية الأوليمبية وبعضها عاد من منتصف الطريق بعد علمهم بإلغاء الحوار- رفضت في الوقت ذاته الذهاب إلي مؤسسة الرئاسة للحوار حول القضية نفسها وهو ماكان بمثابة إنذار إلي مكتب الإرشاد والرئيس معا في خلق تحالف بين هذه القوي والقوات المسلحة قد يطيح بالرئيس وبجماعته في حال التصعيد من قبل الشارع في ظل السخط العام الذي تواجه به الجماعة بعد مساعيها الحثيثة للسيطرة علي الحياة السياسية في مصر.. المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين لعب دور البطولة في إلغاء هذا الاجتماع خصوصا أن العلاقات بينه وبين السيسي غير طيبة وهو ماوضح في رفضه قيام الأخير إدارة البلاد وقت زيارة مرسي للصين وهو الموقف الذي تسبب في حدوث أزمة عنيفة بينه وبين الرئيس مرسي تدخل علي أثرها الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين الشاطر يحاول أن " يقصقص" أجنحة المؤسسة العسكرية ويبقيها بعيدا عن الأحداث السياسية نهائيا خوفا من انقلابها علي المؤسسة الرئاسية في أي وقت في ظل تصاعد الأحداث الدامية من حين لآخر خصوصا أنها مازالت تدين بولائها لقياداتها السابقة وهو ماوضح جليا في عزاء شقيقة الرئيس مرسي والذي شهد الظهور الأول للمشير حسين طنطاوي منذ تركه موقعه حينما ذهب السيسي إليه وأدي التحية العسكرية له أمام الجميع وظل جالسا معه ولم يتركه إلي أن غادر طنطاوي العزاء.. السيسي أبدي غضبه من تدخل مؤسسة الرئاسة لإلغاء اجتماعه بالقوي السياسية مدركا أن الرئيس وجماعته يخشون علي أنفسهم من تصاعد الدور السياسي لمؤسسته خصوصا أن القوات المسلحة بادرت بهذه الدعوة عقب بيان لها في فترة وجيزة من إصدارها البيان الذي علقت فيه علي أحداث الاتحادية وأكدت خلاله انحيازها للشعب.. زادت الطين بلة التصريحات الأخيرة التي هاجم فيها مرشد الجماعة بضراوة القوات المسلحة واتهم قياداتها بالفساد وأنهم جنود طيعون في حاجة إلي إدارة رشيدة بعد أن تولي أمرهم فاسدون وهو ما أحدث حالة هياج داخل القوات المسلحة، ظهر جليا في التصريحات التي أطلقها "السيسي" ردا علي هذه الاتهامات والتي أكد خلالها أن القيادات السابقة للقوات المسلحة ضربت أروع الأمثلة في التضحية والفداء للوطن وأنهم وضعوا المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار فكانوا خير من حمل الأمانة.
وأثني وزير الدفاع علي الدور الوطني الذي قام به قادة القوات المسلحة السابقون، الذين بذلوا كل جهد ولم يبخلوا عن إعلاء مصلحة الوطن،لافتا إلي أنهم يستلهمون منهم الخبرات وأنهم يكنون لهم كل التقدير والعرفان.
لافتا إلي أن المؤسسة العسكرية تمارس مهامها بتجرد تام لا يعنيها إلا شعب مصر الذي تنحاز إليه دائماً، في إطار عقائد استراتيجية راسخة بأهمية عدم التدخل في الصراعات والممارسات السياسية وحتي لا تكون طرفاً ضد آخر.. الكثيرون اعتقدوا أن الدور السياسي للقوات المسلحة سوف يتراجع عقب تولي الرئيس مرسي إدارة البلاد وعودة الجيش إلي ثكناته.. لكن المتابع الجيد لتحركات قادة القوات المسلحة مؤخرا يجد أن الدور السياسي للجيش في تنام ملحوظ فلأول مرة عبر عقود طويلة يصدر الجيش بيانا رسميا عبر صفحته علي "فيس بوك" يهنيء فيه الأقباط بمناسبة أعياد الميلاد.. فضلا عن تصريحات وزير الدفاع بخصوص الاقتصاد المصري والذي أكد أن الاقتصاد يمر بمرحلة بالغة الصعوبة، تستلزم ضرورة العودة إلي العمل والإنتاج وترشيد الاستهلاك، لتخطي هذه المرحلة الدقيقة مشيرا إلي حرص القوات المسلحة علي المشاركة في تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية والمساهمة في دعم خطط التنمية للدولة وتخفيف العبء عن المواطنين.
أعقبها تصريح آخر بأن القوات المسلحة ستظل دائما الدرع الواقي للشعب، وتؤدي مهامها بكل شجاعة، مشددا علي أن مصر أمانة في أعناق الجيش ومهمتهم الحفاظ علي الوطن وصون مقدساته.. عقب الانتهاء من الاستفتاء علي الدستور والتي لعبت القوات المسلحة دورا هاما في تأمينه من الخارج، أكد السيسي أنه لا مزايدة علي دور القوات المسلحة الوطني وأنه كان لزاما عليها تأمين الاستفتاء للحفاظ علي حق المصريين في حرية التعبير لافتا إلي أهمية الحفاظ علي السلام الاجتماعي لحماية الأمن القومي المصري مشيدا بالجهد الكبير لرجال القوات المسلحة خلال عملية الاستفتاء علي الدستور وتأمين نزول الشعب المصري بكل المحافظات، وأدائهم لمهامهم المكلفين بها بانضباط والتزام كامل يعكس الصورة الحقيقية للعلاقة بين الشعب والجيش..
الضربة القاضية التي وجهها " السيسي" للجميع
, والتي أظهرت مدي قوته ونفوذه تمثل في قراره
بحظر تملك أو حق انتفاع أو إيجار أو إجراء أي نوع من التصرفات في الأراضي والعقارات الموجودة بالمناطق الإستراتيجية ذات الأهمية العسكرية, كما شمل القرار المناطق المتاخمة للحدود الشرقية لمصر ، بمسافة 5 كيلومترات غربا، ما عدا مدينة رفح والمباني المقامة داخل الزمام وكردونات المدن فقط، وأشار القرار إلي أنه يحظر أيضا تملك أو انتفاع أو إيجار أو إجراء أي نوع من التصرفات في الأراضي والعقارات الموجودة في الجزر الواقعة في البحر الأحمر والمحميات الطبيعية، والمناطق الأثرية وحرمها.
ونص القرار علي عدم السماح للأشخاص الطبيعيين حاملي الجنسية المصرية دون غيرها من أي جنسيات أخري، ومن أبوين مصريين، وللأشخاص الاعتبارية المصرية المملوك رأس مالها بالكامل لمصريين حاملي الجنسية المصرية وحدها دون غيرها من أي جنسيات أخري التملك في منطقة شبه جزيرة سيناء, فضلا عن حظر تملك أي أراضٍ أو عقارات مبنية بشبه جزيرة سيناء لغير المصريين، وضرورة الحصول علي موافقة وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات العامة، قبل تقرير حق انتفاع أو تملك لمنشآت مبنية فقط دون الأرض المقامة عليها.. الكثيرون اعتبروا أن القرار موجه ضد خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بعد الأنباء التي ترددت عن مساعيه لإقامة مناطق حرة مع عدد من المستثمرين العرب في هذه المناطق, وهو ما اعتبره قيادات الجيش يمثل خطورة بالغة علي الأمن القومي لما تمثله هذه المناطق من أهمية إستراتيجية.
الفريق أول عبدالفتاح السيسي اسمه بالكامل عبدالفتاح سعيد خليل السيسي من مواليد 19نوفمبر عام 1954، حياته الاجتماعية تشير إلي أنه متزوج في بداية الثمانينات، وله من الأبنـاء أربعة ثلاثة أولاد وبنت واحدة رقي من رتبة لواء أركان حرب إلي فريق أول وعين وزيرا للدفاع في الثاني عشر من أغسطس الماضي.. ويعد السيسي أصغر أعضاء المجلس العسكري سنا، ووزير الدفاع رقم 44 في تاريخ مصر.. السيسي كان أول من تنبأ بحدوث الثورة وقت أن كان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية من خلال تقرير قدمه إلي وزير الدفاع السابق المشير محمد حسين طنطاوي في العام 2010 وكان أول قائد عسكري يعلن صراحة وقت أن كان المجلس العسكري الذي كان يشغل عضوا به يتولي إدارة البلاد عن الحاجة إلي تغيير ثقافة أفراد الأمن المصري في تعاملهما مع المواطنين، مبديا استنكاره التعامل العنيف الذي استخدمه قوات الأمن ضد المتظاهرين الذين كانوا يطالبون برحيل النظام السابق، وهو الذي دعا وقتها إلي ضرورة حماية المعتقلين من التعرض للإساءة أو التعذيب، وكان أيضا أول من اعترف بإجراء كشوف فحص عذرية الفتيات المصريات اللائي شاركن في مظاهرات ما بعد ثورة 25 يناير، والمعروفة إعلاميا بحادثة "كشف العذرية".. عقب توليه منصبه الجديد أفادت عدة تقارير بأن السيسي ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين، وأن بعض أفراد أسرته من النساء يرتدين النقاب، وهو ماعزا بالقوات المسلحة لنفي هذه الأقاويل والتأكيد علي أنه لاينتمي لأي فصيل سياسي أوديني.. تبقي علاقة السيسي بأمريكا عاملا أساسيا في مدي التأثير الذي يتمتع به.. وزير الدفاع يرتبط بعلاقة جيدة مع الإدارة الأمريكية قائمة علي الاحترام المتبادل بين الطرفين ورغم ماتردد عن تحفظه في العلاقات مع بلاد العم سام إلا أن الجميع داخل الإدارة الأمريكية يعمل له ألف حساب بحسب العديد من التقارير في هذا الشأن خصوصا أنه قضي عاما من التدريب المهني هناك بجانب حصوله علي زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006 فضلا عن اتصالاته العديدة بالقيادة الأمريكية نظرا للمنصب الذي كان يشغله قبل توليه وزارة الدفاع.. كل هذه المقومات والعلاقات التي يتمتع بها وزير الدفاع فضلا عن مرحلة "التوهان" التي تمر بها مصر وتصاعد الدور السياسي للجيش والاحتمالات الواردة بعودته إلي الشارع مجددا تضع "السيسي" علي رأس الشخصيات الأهم في العام 2013.