خطير جدا وكارثة يعترف بها مدير امن السويس

كتب : أحمد منعمتصوير : كريم أنورمنذ 4 دقائق

اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس
كشف اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس عن دور القوات المسلحة فى إخلاء أقسام الشرطة قبل اقتحامها، وتمكين الأمن من نقل المساجين من سجن «عتاقة» إلى «طرة»، قبل اقتحام الأول، وقال فى حوار خاص لـ«الوطن» إن هناك جنودا من المعينين لخدمة المحكمة والنيابة العامة فتحوا نيرانهم على المتظاهرين، وأكد على عدم نية الشرطة استخدام العنف ضد من يخرقون حظر التجول فى السويس، مشيراً إلى أن التفاهم والحوار واحترام الشرعية ستكون سياسة الشرطة مع أهالى السويس.
* هل يمكنك توضيح حقيقة أحداث مديرية أمن السويس التى وقعت الجمعة 25 يناير؟
- نبدأ أولاً بما حدث فى يوم الخميس 24 يناير، السابق ليوم الأحداث، الذى جرى خلاله لقاء بينى وبين ممثلى القوى السياسية، أو غالبيتهم فى السويس، وأبلغتهم بما ورد إلىَّ من أخبار حول نوايا بعض المخربين فى تخريب البلد غداً، فردوا أن المظاهرات ستكون سلمية أمام مبنى المحافظة لمدة نصف ساعة فقط ثم ينصرفون. وفى يوم الجمعة، وضعنا حواجز لحماية المبنى، فلما وصل المتظاهرون إلى المبنى بدأوا فى تكسير الحواجز الموجودة، ودخلوا إلى حيث يوجد المجندون، واضطروهم للرجوع إلى بوابات المبنى فى محاولة لاقتحامها، فأطلقنا قنابل الغاز المسيل للدموع، حتى تمكنا من إرجاع الناس للخلف، بعدها جاء وفد من القوى السياسية طلب دخول مبنى المحافظة، لكى يشير من داخل المبنى للمتظاهرين بالرجوع إلى الخلف، ثم بعد ذلك يخرجون منه، فسمحنا لهم بالدخول من الباب الخلفى للمبنى، لأننا قمنا بإحكام إغلاق الباب الأمامى، وعندما وافقت على دخولهم وجدتهم يطالبوننى بدخول كل الثوار إلى مبنى المحافظة للاعتصام بالمبنى، فقوبل طلبهم برفضى التام وقلت لهم إن السيد المحافظ غير موجود، ونستأذن حضراتكم فى المغادرة، فخرجوا وأغلقنا أبواب المحافظة، وأخليت المنطقة، وجاءت بعد ذلك جماعات من مثيرى الشغب، بدأت تُلقى زجاجات المولوتوف وطلقات خرطوش على القوات، وحاول بعض المواطنين الشرفاء التدخل لإبعاد مثيرى الشغب بالهتاف «السويس ثوار ثوار» لكنهم قوبلوا بقذف الطوب ناحيتهم، وأعادوا تلك المحاولة مرتين واستمرت هذه الاشتباكات حتى فجر يوم السبت.
* ما حصيلة الاشتباكات فى صفوف قوات الأمن؟
- هناك 68 مصاباً من قوات الأمن أصيبوا بإصابات متعددة، وهناك حالات خطرة وحالات حرجة، وهناك حالة نُقلت إلى مستشفى فى القاهرة.
* وهل بدأت التحقيقات فى الأحداث التى وقعت الجمعة فى محيط مبنى المحافظة؟
- عندما بدأنا تحرياتنا وصلتنا أسطوانات مدمجة «سيديهات» من بعض المواطنين وجهات أمنية شاركت معنا فى تسجيل الأحداث، «صورت ناس يطلقون أعيرة نارية، وصورت سيارات أرقامها غريبة عن محافظة السويس، كانت محملة ناس ملثمين ومسلحين بالسلاح الآلى».
* من أى محافظة بالتحديد؟
- من محافظة الجيزة، وفوجئنا بعد ذلك أثناء إجراء التحريات عن حالات القتل، وتحفظنا على الجنود الذين أطلقوا رصاصات خرطوش على المتظاهرين وكذلك جرى التحفظ على الأسلحة، ولا مشكلة لدىَّ فى عقاب المخطئ فى صفوف الداخلية، المهم أننا فوجئنا بحوالى 50 إلى 60 شخصا هاجموا قسم السويس يوم السبت الماضى.
* هناك شهود عيان ذكروا أن مجندى الأمن المركزى هم من فتحوا النار على المتظاهرين، فما تعليقك؟
سننفذ «الطوارئ» وحظر التجول على الجميع.. ولدينا 68 مصاباً فى صفوف قوات الأمن فلماذا نُلام فقط على الشهداء؟
- هناك فعلا من فتح النار من جنود الخدمة على المتظاهرين، لكن كانوا ضمن جنود الخدمة المعينة فى مبنى المحكمة والنيابة العامة والأمن الوطنى، هؤلاء فعلا ضربوا نار، لكنهم كانوا بعيدين عن محيط التظاهر وقت فتح النار، وأعلنت ذلك بنفسى وتحفظت عليهم.
* لكن هناك من وقع من المتظاهرين فى محيط التظاهر من بين ضحايا الاشتباكات، فما ردك على ذلك؟
- هذا غير صحيح، لأن كل من قُتلوا سقطوا فى أماكن بعيدة عن محيط التظاهر فى شارع بارادايس وأماكن بعيدة عن مديرية الأمن، وأراهن أن يثبت أحد وجود جثث وقعت فى محيط التظاهر، وقد جرى التحفظ على أسلحة المجندين وسيحدد الطب الشرعى الأسلحة التى سقط بها المواطنون، ولو ثبت أن عسكريا واحدا فعل ذلك، فلا تهاون معه. لكن لا يُعقل أنك تحمى منشأة، وتحافظ على مبنى محافظة السويس، وتؤمن المنشآت العامة، ويسقط من قوات الأمن 68 مصاباً، فلابد من لحظة صدق، والمظاهرات فى ميدان الأربعين وشارع الجيش لم نخدش فيها متظاهرا واحدا، لماذا أُصيب 68 ضابطا ومجندا ولم نتحدث؟ ولماذا جرى التعدى على مؤسسات الدولة، ولم نتحدث؟ وأمسكنا فى شىء واحد هو الثمانية الذين قُتلوا، هذا أمر مهم لكن لا يمكن فصله عما سبقه من أحداث، ومحاولات اقتحام المؤسسات العامة.
* ما عدد المحتجزين الذين تمكنوا من الهرب بعد اقتحام سجن السويس فى اليوم التالى لـ«25 يناير»؟
- هرب وقتها 18 محتجزا، بينهم 10 سيدات.
* وكيف جرى تقليص الخسائر فى بقية أقسام المحافظة؟
- نقلنا المساجين بمساعدة قوات الجيش إلى سجن «عتاقة»، ومنه إلى سجن «طرة».
* هل تظن أن هذه السلسلة من الأحداث التى استهدفت الأقسام وسجن عتاقة بالسويس مدبرة؟
- الثوار لا يمكن أن يكونوا متورطين فى إحراق الأقسام وسرقة محتوياتها من مراوح ومكاتب، وتهريب المحتجزين، الفيديوهات لدينا لبلطجية ممن ماتوا شهداء ولا يمكن خلط دم هؤلاء الشهداء بدم البلطجية، الذين اقتحموا أقسام فيصل والأربعين والسويس، هؤلاء من قاموا بإطلاق النار على المتظاهرين.
* فى رأيك، من هم المستفيدون من وراء خلخلة الأمن فى مصر؟
- كل مصر تعرف ما الهدف، هل كانت الأحداث فى السويس وحدها؟ حدثت فى السويس وبورسعيد والإسماعيلية والقاهرة والإسكندرية والشرقية والدقهلية، هل هذه صدفة؟ لا يمكن، محاولة كسر الأمن فى 10 محافظات هل يمكن أن تكون صدفة؟ لو كانت التظاهرات بهدف رفع مطالب لكان يوم واحد فقط كافياً، وكانت المطالبات فى يوم السبت لمعرفة من قتل الشهداء، لكن تحولت إلى محاولات لاقتحام الأقسام وسرقتها، الشعب المصرى عليه أن يتعلم جيداً أنه يتعرض لمحاولات دنيئة لخلخلة الأمن، ولن نسمح لذلك أن يحدث.
الوطن

الرجوع للصفحة الرئيسية

0 التعليقات

شارك بتعليقك

مواضيع تهمك

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
الصفحة الرئيسية | حقوق القالب ل سامبلكس | مع تحيات المصري الحر