بالتفاصيل.. ماذا سيحدث في جمعة الغضب ؟!







تأتى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير بملامح مختلفة، فهى أول ذكرى سيتم التعامل معها فى ظل أول رئيس مدنى منتخب كأحد أبرز إنجازات الثورة,

و لكن هل ستكون هذه المناسبة فى شكل إحتفالية بما حققته الثورة من إنجازات تمثلت فى إسقاط نظام مبارك والقضاء على مشروع التوريث الذى كان يرتب له؟ أم أنها ستكون فى شكل مظاهرات نتيجة لرفض الشعب لممارسات جماعة الإخوان المسلمين و حلفائها من تيار الإسلام السياسى؟ أم أنها ستكون ثورة أخرى جديدة سواء كانت إستكمالا للثورة التى لم تحقق مطالبها وأهدافها كاملة, أو ثورة بمفهوم الثورة ضد قرارات مست حياة المواطن المصرى بداية من الإعلانات الدستورية ومرورا بالدستور المستفتى عليه ونهاية بالأسعار والمستوى المعيشى وحجم المعاناة التى بات المواطن المصرى أشد المتأثرين بها..

الخبير الأمني والاستراتيجي خالد مطاوع، قال لبوابة الشباب، هناك فرق كبير بين الإحتفال والتظاهر والثورة , فالإحتفال له مظاهر تختلف كليا عن مظاهر التظاهرات والثورات, و الإحتفالات عادة ما تكون أجوائها مبتهجة وأشكالها متعددة للشعب المصرى فقد تكون فى صورة إحتفالات موسيقية أو غنائية أو ذات عروض إحتفالية مركبة وعادة ما تكون هتافاتها متناغمة مع مظاهر الإحتفال أو تكون مجرد إجازة رسمية من العمل أو الدراسة, أما المظاهرات فهى تجمعات فئوية ذات طابع سياسى أو إجتماعى أو فئوى وعادة ما تكون هتافاتها منددة ومعبرة عن مطالبها وتبدأ بمسيرات وتنتهى بتجمع تلك المسيرات فى أماكن محددة وقد تتطور المظاهرات الى إعتصامات للتأكيد على مطالبها وكأحد أدوات التصعيد للحصول على مطالبها, أما الثورات فهى مختلفة وإن كانت مصر قد شهدت ثورات سلمية عديدة على مر عصورها، كانت آخرها ثورة يناير 2011 إلا أن الثورات عادة ما تمتزج مظاهرها مع المظاهرات، حيث تكون بداياتها فى شكل تظاهرى ثم تطور إلى صدامات ينتج عنها دم.

وأضاف مطاوع، من الصعب التنبوء بفعاليات الذكرى الثانية لثورة يناير فالشعب أصبح منقسم بفعل العديد من العوامل التى أثرت بشكل مباشر فى هذا الشعب, وبعيدا عن الإنقسامات التى أحدثتها الإعلانات الدستورية و فرق "نعم" و فرق "لا" التى نتجت عن عملية الإستفتاء على الدستور والتصنيفات السياسية والعقائدية والدينية التى إرتسمت اشكالها وملامحها من جراء السجالات حول مواد الشريعة والمؤيدين و المعارضين للإخوان المسلمين, فإن الشعب المصرى فى هذه الذكرى سينقسم ما بين مؤيد لسياسات الإخوان و مؤيد مرحليا على أمل أن تأتى هذه السياسات بالإستقرار والرخاء وإعادة عجلة الإنتاج ومعارض لها على إعتبار أنها ترسخ لعهد جديد من الديكتاتورية الكهنوتية المتمثلة فى مكتب الإرشاد والتى أنقذت مصر من عصر التوريث العائلى الى مشروع توريث الحكم وترسيخه للجماعة وما بين فصيل آخر يرى أن الثورة لم تحقق أهدافها ولم تكتمل وأنها سرقت بفعل فاعل وهذا الفاعل أصبح فى سدة الحكم و لابد من إستعادتها منه فضلا عن الفصيل الشبابى الذى لن يسكت على حق الشهداء.

وأضاف مطاوع، ستتحدد فعاليات الذكرى الثانية للثورة و إتجاهاتها بناء على حجم و كثافة المشاركة الشعبية, كما سيحدد نوعها فيما إذا كانت إحتفالية أو تظاهرية أو ثورية نوعية المشاركين فيها و أهدافهم ومطالبهم , كما أن ردود الأفعال و التفاعل من الدولة و المعارضين مع المطالب و أساليب التعامل مع كل معطيات هذه الذكرى ستحدد أيضا ما إذا كانت ستتطور افعاليات هذه الذكرى الى عنف أو ستنتهى بإنتهاء اليوم . مؤكدا أن المراهنة على إتجاه هذه الذكرى و فعالياتها بصورة مبكرة تعتبر رهانا خاسرا فالشعب المصرى اصبح من الصعب التكهن بإتجاهاته و سلوكياته و خاصة خلال المحافل ذات الكثافة الجماهيرية و إن كانت كل الأحداث التى عاشها الشعب خلال فترة ما بعد الثورة و حتى إحتفاله الثانى بها لم تؤثر فى حياته و معيشته بصورة إيجابية و لكنها كلها سلبيات و حوادث و حوارات جدلية لم تأت عليه إلا بالمعاناه و الخوف من المستقبل, كما أنه يمكن الجزم بأن هناك إنقسامات بالغة الحدة فى المجتمع و أصبحت جماعة الإخوان المسلمين و حلفائها من تيارات الإسلام السياسى هى السبب فيه - بما أن رئيس الدولة أتى منها و بما أنها تمارس خطط التمكين فى مؤسسات الدولة و بما أن حلفائها مؤيدين لها على طول الخط .

و قال مطاوع، لكن المؤكد أن هذه الذكرى ستكون إما حاسمة لصالح التيار الإسلامى فى حفاظه على كل المكتسبات التى جناها من وراء هذه الثورة أو ستكون فى غير صالحه و ينجح التيار المدنى - الذى و إن كان مسلما إلا أنه لا يتخذ من الشعارات الدينية خلفية له - فى إستعادة الدولة المدنية و إعادة مناقشة المواد المختلف عليها بالدستور و إقصاء كهنة مكتب الإرشاد عن مقاليد إتخاذ القرار.





الرجوع للصفحة الرئيسية

0 التعليقات

شارك بتعليقك

مواضيع تهمك

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
الصفحة الرئيسية | حقوق القالب ل سامبلكس | مع تحيات المصري الحر