عــاجل تفاصيل عمليات قتل وسرقة الأقباط باعترافات قائد التنظيم المسلح للجماعة الإسلامية


كنا قد توقفنا الحلقة السابقة من مذكرات علي الشريف قائد التنظيم المسلح للجماعة الإسلامية وعضو مجلس الشوري السابق، عن طبيعة علاقة جماعته بالإخوان والتكفير والهجرة والأقباط واستخدام العنف في جامعة أسيوط والتمهيد لإنشاء التنظيم المسلح وفي هذه الحلقة نواصل الاعترافات المثيرة والتي كتبها القيادي السابق بالجماعة الإسلامية بخط يده حيث يتحدث عن الخطوات العملية التي قاموا بها لإعداد التنظيم المسلح بدءا من اختيار الأعضاء ومرورا بتمويله عن طريق سرقة محلات الذهب المملوكة للأقباط وانتهاء باستقدام ضباط من الجيش لتدريب أعضاء التنظيم المسلح.

الخطوات العملية لإنشاء التنظيم المسلح

اختيار الدكتور عمر عبدالرحمن أميرا للتنظيم

جلسنا نتشاور في اختيار عالم كبير ليقود هذا التنظيم المسلح لكي يضبط حركته بالشرع الحنيف واستعرضنا عددا من كبار العلماء في مصر لكي نسند لهم إمارة التنظيم وبعد مناقشات ومداولات اخترنا الدكتور عمر عبد الرحمن لأنه كان عالما جليلا وكان محاضرا مشهورا في مسجادنا وكان يحضر معسكراتنا ويحاضر فيها وكان يخطب الجمع في مساجدنا وكان لايخشي في الله لومة لائم وفعلا ذهبنا إلي الدكتور عمر في منزله وعرضنا عليه الأمر فتردد أولا ثم أكثرنا عليه الإلحاح وعرضنا عليه رغبتنا في تكوين تنظيم مسلح لقلب نظام الحكم ووافق الدكتور عمر علي ذلك.

تم عمل تمهيد لأعضاء الجماعة لتحويلهم من العمل الدعوي العلني الذي تعودوا عليه وتربوا فيه إلي عمل سري عسكري بدأنا في تدريس فقه الجهاد في جميع محافظات مصر ومراكز الصعيد ثم كتب محمد عبد السلام كتاب اسماه الفريضة الغائبة وكان هذا الكتاب يدرس ويوزع علي نطاق واسع بين أعضاء الجماعة الإسلامية وكانت معسكرات الجماعة تركز علي حتمية المواجهة مع الحكومة المصرية وتفند كل الآراء الأخري التي لا تدعو إلي العمل المسلح وهكذا تم الشحن المعنوي واستغرق ذلك عدة شهور.

تمويل التنظيم المسلح

كانت من أهم المشاكل التي واجهت إعداد التنظيم المسلح الأموال فالجماعة الإسلامية جماعة جديدة ومعظم أفرادها طلبة لا مال لهم فقررنا عمل أسواق خيرية في كل محافظات الصعيد ومراكزه لتوفير الأموال وفعلا عملنا عدة أسواق خيرية إسلامية وجمعنا عدة آلاف من الجنيهات ولكنها لم تكن تكفي لتكوين تنظيم مسلح علي مستوي الجمهورية.

سرقة محلات الذهب المملوكة للأقباط

كانت احتياجات التنظيم المسلح للمال الكثير لاتنقطع وأكبر مما نملك ولم تف أموال التجارة لسد متطلبات التنظيم فسنحت لنا فرصة فقررنا استغلالها وذلك أن النصاري قاموا بالاعتداء علي بعض المسلمين في الزاوية الحمرا وحدث مايسمي الفتنة الطائفية واجتمع مجلس الشوري كعادته في حدوث أي أمر جلل وكان النقاش يدور حول كيفية الرد علي النصاري ولابد أن نقتل عددا كبيرا منهم كما قتلوا في الزاوية الحمرا عدة أفراد مسلمين وحتي لا يتجرأ النصاري مرة أخري علي المسلمين وكاد يستقر النقاش علي اقتحام كنيسة من كبري كنائس النصاري يوم الأحد وقتل أكبر عدد منهم بالسلاح الآلي والقنابل اليدوية وقبل أن نأخذ التصويت علي هذا الرأي عرضت علي المجلس فكرة جديدة وهي أن نقوم باقتحام عدة محلات للذهب التابعة للنصاري ونقتل أفرادها انتقاما لقتلي المسلمين في الزاوية الحمرا ونأخذ الذهب لكي نتمكن من شراء السلاح والسيارات والانفاق علي معسكرات التدريب لأن التنظيم المسلح يحتاج إلي أموال طائلة ونحن لا نملك إلا المال القليل.

فعاد النقاش مرة أخري ليدور حول هذا الاقتراح مكاسبه ومفاسده ونتائجه واحتمالاته ثم استقر الرأي أخيرا علي الموافقة علي هذا الاقتراح وتم تكليفي بالتنفيذ.

اخترت مجموعة من أعضاء الجماعة الإسلامية منهم الشيخ محمود فرج من الجيزة البدرشين العزيزية وكان طالبا بالسنة النهائية بطب أسيوط وأبوبكر عثمان حسن من سوهاج البلينا وكان في السنة النهائية كلية التجارة جامعة أسيوط، وبعض الإخوة وكان مجموع الفريق ستة وكان في مدينتنا نجع حمادي ثلاثة محلات ذهب متجاورة فقررت اقتحام هذه المحلات الثلاثة وكانت إمكاناتنا عبارة عن سيارة وبندقيتين آلي وطبنجتين ماركة حلوان وفردين روسي وأعطيت كل واحد مطواة قرن غزال كسلاح ثانوي يستخدمه الفرد إذا تعطل سلاحه أو فقده لأي سبب ورسمت لهم كروكي لمدينة نجع حمادي وشرحت لهم طرق السير من أول الانطلاق إلي مكان العودة.

وكان انطلاقنا من معسكرنا في صحراء البلينا في سوهاج ثم العودة إليه مرة أخري وبعد أن درسوا الطرق تماما علي الكروكي رسمت لهم كروكي آخر علي المنطقة التي فيها المحلات وشرحت لهم المحلات من الداخل ولما استوعبوا هذه الخريطة أخذتهم واحدا واحدا في جولة حول المحلات ليعاينوها علي الواقع ثم أخذتهم من موقعنا في المعسكر إلي المحلات وحسبنا الوقت الذي استغرقته السيارة في الذهاب والإياب لكي يعرفوا الطريق جيدا ثم شرحت لهم خطة الاقتحام حيث إنني قمت بتقسيم المجموعة إلي أربعة أقسام

المجموعة الأولي «أنا ومعي أخ آخر ومهمتها اقتحام محل الذهب وقتل التجار الثلاثة النصاري ومهمة من معي تعبئة الذهب في «شوال» كبير ثم الانطلاق إلي السيارة عندما آمرهم بذلك».

المجموعة الثانية «أبوبكر عثمان وأخ آخر مجموعة لاقتحام محل الذهب وقتل التجار واخذ الذهب».

المجموعة الثالثة «لإقتحام محل ج وقتل من فيه دون أن يأخذ أي قطعة ذهب بل بعد الفراغ من قتلهم يتوجه مسرعا إلي مكان السيارة ويشغلها وينتظرنا ويحمي السيارة من أي ضرر قد يصيبها». المجموعة
الرابعة «محمود فرج ومهمته تأمين المجموعات الثلاث من أي تدخل خارجي».

كنت أحمل بندقية آلي وأخي محمود فرج بندقية آلي وأبو بكر عثمان طبنجة والأخ الذي اقتحم محل الذهب طبنجة وكل من الأخوين الآخرين فرد روسي. كتبت مهمة كل فرد وجعلته يحفظها تماما ويسمعها لي وأخذت المجموعة إلي المعسكر وقمنا بعمل بروفة لاقتحام المحلات الثلاثة في وقت واحد وقررت أن يكون ميعاد العملية يوم الجمعة أثناء الصلاة وذلك لكي لا يكون أحد من المسلمين في المحلات ولكي يكون عدد الناس في المحلات قليلا وكذلك لو أصيب رجل خطأ يكون من تاركي الصلاة وجعلت كلمة الانصراف من المحلات هي «علي السمطة ياواد» وانطقها باللغة الصعيدي والسمطة هذه قرية من قري محافظة قنا مشهورة بقطع الطريق والسرقة بالإكراه وذلك للفت نظر الشرطة إلي هذه القرية وكنت قد اشتريت لكل واحد من المجموعة «جوانتي طبي» لعدم ظهور البصمات وكانت تعليماتي لهم بعدم التعرض للأهالي إلا في الضروري القصوي كأن يمسك بك احد المارة فحاول دفعه بأقل مايمكن فان لم تستطع دفعه إلا بقتله فاقتله

ثم أخذت المجموعة إلي المعسكر وقمت بالشحن المعنوي واستمعت لأرائهم في الخطة أو أي ملاحظات ثم قمنا بالتدريب علي النيشان من الوضع راكدا ومتحركا وكذلك إطلاق النار علي هدف ثابت ثم متحرك وطلبت من صاحب العربة وهو عضو في مجموعة الإقتحام أن يقوم بعمل كشف علي السيارة وإذا كانت محتاجة إلي أي شئ يخبرني ثم أمرتهم جميعا بصلاة ركعتي استخارة

وجاء ميعاد التنفيذ فقمت بشحن المعنويات ثم قمت بالدعاء وهم يؤمنون وانطلقنا من المعسكر في مدينة البلينا وطبعا لم نمر علي أي نقطة مرور لأني كنت احفظ جميع الطرق الجانبية لمعظم محافظات الصعيد ومعظم مراكزها ووصلنا إلي محلات الذهب بعد صعود الإمام المنبر بخمس دقائق كما كنا مخططين قبل ذلك وأوقفنا السيارة في شارع جانبي بجوار الشارع الذي فيه المحلات ووجهنا وجهة السيارة إلي طريق العودة وكان كل واحد منا قد شد الشوراب علي وجهه ونزلنا إلي السيارة متوجهين إلي المحلات سيرا علي الأقدام والناس في ذهول من منظرنا وصلت المحل المقرر اقتحامه فلما دخلت المحل وجدته مزدحم بالناس فأطلقت عدة أعيرة نارية في سقف المحل وصحت بأعلي صوتي الكل يخرج من هنا فهرول الناس جميعا خارج المحل وقمت بإطلاق الرصاص علي البائعين وكانوا ثلاثة فأرديتهم قتلي وقمنا بملء شوال من الذهب وانطلقت أنا والأخ الذي معي مهرولين إلي مكان السيارة وصحت بأعلي صوتي (علي السمطة ياواد) فخرجت المجموعة الثانية من المحل الثاني وهي تحمل شوال ممتلئ بالذهب وكان الأخ الأخر قد أدي مهمته وقتل اثنين من البائعين النصاري وتوجه إلي السيارة وقام بتشغيلها وركبنا السيارة وانطلقنا مسرعين إلي معسكرنا في البلينا ودفنا الذهب هناك وغسلنا السيارة وأعدنا لونها الأصلي وركبنا اللوحة الأصلية وغيرنا ملابسنا ودفنا السلاح مع الذهب وعاد كل فرد إلي بيته كأن شيئاً لم يكن وقمت علي الفور بإبلاغ مجلس الشوري والشيخ عمر بتمام العملية وبعد أسبوع تقريبا ذهبت إلي مكان الذهب وأخذته وأرسلته إلي الشيخ كرم زهدي حيث قمنا ببيعه وشراء عدة سيارات وموتوسيكلات وعدة بنادق آلية وطبنجات واشترينا حاجيات المعسكر من بطاطين وأطعمة وأدوات مطبخ وغيرها وكانت حصيلة القتلي والجرحي من النصاري ثمانية قتلي وجريحين ومقدار الذهب خمسة كيلو ونصف كيلو وعدة كيلو جرامات من الفضة.

المعسكر السري للتنظيم المسلح

لما قررنا إنشاء معسكر للتدريب اخترت هذا المكان المحبب لقلبي وخاصة أن أهالي القرية أقرباء لهذا الصديق تعودوا علي دخولي وخروجي إلي الصحراء أنا وبعض الإخوة فأصبح ذلك أمرا عاديا وكانت معظم القرية تعرفني لأنني كنت أخطب فيهم الجمعة وأعطيهم الدروس الدينية وكان صديقي هذا يملك ديوانا كبيرا في هذه القرية والديوان عبارة عن بيت كبير به ساحة واسعة وكل ذلك محاط بسور عال فكان هذا المكان مناسبا جدا لنا فاستخدمناه كمقر لنا بجوار المعسكر نخزن فيه الأسلحة والأطعمة والمتاع ونجتمع فيه وكل أهالي هذه القرية يمتلكون السلاح الآلي والذخيرة فيها متوفرة لذا كان هذا الأخ يشتري لنا السلاح بكل سهولة.

أحضرت عدة ضباط من أبناء الجماعة الإسلامية في الأسلحة المختلفة وأخذت منهم دروسا مكثفة عن العلوم العسكرية والمخابراتية وتدربت علي معظم الأسلحة الخفيفة فك وتركيب ونيشان واستخدام وتدريبات اللياقة البدنية والإغارة والكمائن والزحف والانسحاب وإعداد الخطط وعلم المخابرات وكنت شغوفا بهذه العلوم وكنت أستوعبها بسرعة كبيرة نظرا لحبي لها وتعلمت قيادات السيارات والموتوسيكلات ولما أكملت دوراتي التدريبية أنشأت معسكرا في صحراء مدينة البلينا وكنت أنزل إلي جميع محافظات الصعيد ومراكزها وقراها والتقي بالإخوة وأمراء الجماعة وأتفاهم معهم علي ضم الصالح منهم إلي التنظيم المسلح وطبعا لم أكن أجد أي مشاكل في عملية الضم للتنظيم لأن أبناء الجماعة الإسلامية تربوا علي السمع والطاعة وحب الانضباط وحب القيادة وكنت قد وضعت عدة شروط للاختيار منها «الصلاح والتقي -الولاء التام للجماعة -السرية العالية -الذكاء والفهم -الشجاعة والإقدام».
كنت أخذ هذه المجموعة إلي معسكر البلينة في دورة تدريبية مدتها خمسة عشر يوما يأخذون فيها أولا العلوم العسكرية نظريا -التخطيط للعمليات العسكرية- الزحف -الإغارة -الانسحاب -المخابرات - أنواع الأسلحة الخفيفة -القنابل وأنواعها- الكمائن -الإسعافات الأولية وغيرها من العلوم العسكرية الهامة- ثم بعد ذلك يدخلون في دورة تدريبية عملية فك وتركيب الأسلحة الخفيفة بنادق وطبنجات ورشاشات وقنابل وكيفية استخدامها والتدريب عليها وعلي الزحف والإغارة والانسحاب عمليا والاشتباكات اليدوية وإطلاق النار من الوضع واقفا وراقدا وساكنا ومتحركا والهدف ساكن ومتحرك وكنا ندربهم علي قيادة السيارات والموتوسيكلات وكنا نأمرهم بتعلم السباحة وكنا ندرس لهم فقه الجهاد بالتفصيل وكانت هذه التدريبات مكثفة وجادة وشاقة وكان الإخوة مستمتعين بهذا الجو العسكري الجاد لأنه عالم جديد عليهم ومغامرة يعشقها الشباب علاوة علي المعلومات الجديدة الشيقة التي تطرق آذانهم لأول مرة وكان غالبية المجموعات من طلبة الجامعة أي أنهم سريعو الفهم والاستيعاب فكانوا يتطورون بسرعة وكانت النتائج طيبة.

كنت قاسيا بعض الشيء في التدريبات علي الإخوة وخاصة عند استخدام السلاح خوفا من حدوث إصابات أو قتل خطأ والحمد الله ربنا سلم ولم تحدث أي حادثة غير أن أحد الإخوة تردي من فوق هضبة عالية وكان الوقت ليلا فأصيب بعدة كدمات ورضوض فعالجناه وشفي وفي الحقيقة كان الضباط المدربون علي درجة عالية من الكفاءة والخبرة والتفاني والتواضع مما كان له أكبر الأثر في سرعة استيعاب الإخوة لفنون القتال وحبهم للتعلم والتدريب.

محاولة نبيل المغربي

لعمل انقلاب عسكري علي السادات

نبيل المغربي حاصل علي ليسانس ألسن ومن مواليد 1948 تقريبا وهو من محافظات الوجه البحري وكان يعمل في وزارة الثقافة ومصابا بوسواس قهري في الوضوء والغسل والصلاة وقد أثر ذلك علي تفكيره وكان دائم الإستعجال في الخروج علي الحاكم وكان دائما مايحث قيادات الجماعة الإسلامية علي ذلك ويقول لهم نحن قد تأخرنا كثيرا وكان يهون عملية إسقاط الحكومة المصرية وكأنه ذاهب لضرب رجل واحد وكانت قيادات الجماعة لا تعبأ به ولا بتفكيره.

وفي يوم من الأيام قام نبيل المغربي بأخذ أربعة من أفراد الجماعة الإسلامية في الصعيد وأخبرهم كذبا بأن قيادات الجماعة الإسلامية سوف تقوم بانقلاب مسلح علي الحكومة وأنه قد أخذ الأوامر من قيادات الجماعة بإحضارهم من الصعيد من أجل هذا الغرض وصدقه الأربعة وذهبوا معه وأراد نبيل المغربي أن يقوم بانقلاب بهؤلاء الأربعة وذلك بالاستيلاء علي مبني الإذاعة والتليفزيون بالخطة التالية:

«الإستيلاء علي عربة أنابيب بوتاجاز وتفجيرها أمام مبني الإذاعة والتليفزيون سوف يهرع العمال والحرس بعيدا عن المبني فيقوم بدخول المبني وإذاعة بيان بالاستيلاء علي الحكم والسيطرة علي مقاليد الأمور في جمهورية مصر العربية».

فلم علمت قيادات الجماعة بذلك قاموا بإحضار نبيل المغربي وطلبوا منه إعلامهم بمكان الإخوة الأربعة فرفض رفضا شديدا معتقدا أنهم سوف يجهضون عملية الانقلاب التي سيقوم بها بهؤلاء الجنود فقاموا بخطفه بعد تكميمه وتغميته وأرهبوه حتي أعطاهم عنوان المكان الذي حجز فيه الجنود الأربعة فقاموا بإحضارهم ثم أطلقوا سراحه بعد تعهده بعدم التعرض لأي أخ من إخوة الجماعة الإسلامية وقام القيادات بإعلام جميع أعضاء الجماعة الإسلامية بما حدث وأخبروهم بأن هذا الرجل ليس عضوا في الجماعة الإسلامية وأن كل ماكان بينهم وبينه انقطع وكان هذا الحادث أول شيء يؤثر علي العلاقة بين الجماعة الإسلامية ومجموعة محمد عبد السلام المعروفة باسم الجهاد خاصة أنهم لم يأخذوا موقفا ضد نبيل المغربي بعد عملته هذه.

قرارات التحفظ

ساد جو من القلق والتوتر في جميع أنحاء الجمهورية بعد حادث الزاوية الحمراء وأصبحت مصر علي صفيح ساخن وكان الصوت الإسلامي عاليا فخطب الجمعة في معظم المساجد نارية ولا كلام لها إلا مهاجمة النظام المصري والإخوة متحفزة ومشحونة وذهب الرئيس السادات إلي أمريكا وكانت كل التوقعات تشير إلي أنه سيواجه المد الإسلامي بقرارات شديدة.

وفعلا لم يخيب السادات توقعات الساسة فكان أول قرار يتخذه بعد عودته من أمريكا هو قرار التحفظ وكان الغالبية العظمي ممن ينطبق عليهم هذا القرار من أعضاء الجماعات الإسلامية ووضع عليهم بعض الساسة وبعض النصاري حتي يظهر للرأي العام أنه لا يحارب الإسلام باعتقال العاملين له والداعين إليه وكان طبعا كل قادة الجماعة الإسلامية في لستة قرار التحفظ وكنا قد علمنا بهذا الأمر قبل صدوره بيومين فقد كان لدينا بعض إخوة الجماعة من العاملين في وزارة الداخلية وكانوا يمدوننا بالأخبار أولا بأول فكلفنا مجموعة من الإخوة بأن تجوب جميع محافظات الجمهورية لإخبار الإخوة بهذا القرار لهذا لم يقبض علي أي قيادي من قيادات الجماعة الإسلامية باستثناء طلعت فؤاد لأنه كان قد أصيب بكسر في ساقه نتيجة حادث موتوسيكل فلم يتمكن من الهرب.

زادت قرارات التحفظ من نقمة التيار الإسلامي علي النظام المصري وكان من ضمن أسباب تعجيل الخروج بالسلاح عليه ما زاد الطين بلة أن الرئيس السادات خطب خطبة هاجم فيها التيار الديني وقياداته وقال علي الشيخ المحلاوي إنه مرمي في السجن زي الكلب وهذه العبارة كان لها الأثر الكبير في غضب شعبي كبير وقررنا الإسراع في عملية التدريب والتجهيز .

إصابة محمد عبد السلام في حادث سيارة

قام إخوة محمد عبد السلام بعملية استيلاء علي محل ذهب اقتداء بنا لكنهم لم يتمكنوا من الحصول إلا علي نصف كيلو فقط من الذهب ووضع محمد عبد السلام هذا الذهب في شنطة وركب سيارته ذاهبا إلي احد الصاغة لكي يبيعه عنده وكان مجهدا جدا لم يكن قد اخذ قسطا كافيا من النوم وكان ينام وهو سائق فاصطدم بعمود نور وأصيب بكسر مضاعف في الساق وأغمي عليه ولم يفق إلا وهو في المستشفي ووضعوا ساقه في الجبس.

القبض علي نبيل المغربي

قام نبيل المغربي المتعجل لكل شيء بالذهاب إلي تاجر سلاح ليشتري منه بعض الأسلحة وأمسك ببندقية آلي وقال أول طلقة ستخرج من هذه البندقية سوف تكون في رأس السادات فلما سمع البائع ذلك الكلام خاف علي نفسه وقال لنبيل تعالي يوم كذا سوف تجد المطلوب وقام البائع بإبلاغ الشرطة وجاءه نبيل المغربي في الميعاد المحدد وكان المكان مراقبا بالصوت والصورة وتكلم التاجر مع نبيل المغربي وسأله عن سبب عزمه قتل السادات وبدأ يحكي نبيل المغربي وأفاض في الكلام ولم تقبض عليه الشرطة كعادتها حتي تعلم من تحركاته باقي التنظيم وفعلا راقبته وكان نبيل المغربي كثير الحركة وكانت الشرطة تراقب كل من يقوم بزيارته وكذلك المساجد التي يصلي فيها وكان من ضمن من زارهم نبيل المغربي عبود الزمر حتي جمعت الشرطة المعلومات المناسبة المطلوبة وقامت بالهجوم علي كل هذه الأماكن وقبض علي العديد منهم وكان قد سمع محمد عبد السلام بقصة المداهمات وهو أمير جماعة الجهاد التي ينتمي إليها المغربي فهرب من المستشفي قبل القبض عليه.

وقد علم قيادات الجماعة الإسلامية من مصادرهم الخاصة بالداخلية أن مديرية أمن القاهرة تجهز حملة لمداهمة بيت أحد قيادتهم فخمنوا أن يكون عبود الزمر هو المطلوب فأبلغوه بضرورة الهروب وفعلا هرب عبود قبل أن تداهم هذه القوات بيته وكان تخمينهم في محله.

تيقنت قيادات الجماعة الإسلامية أن الآمن كشف التنظيم خاصة بعد أن تم القبض علي بعض قيادات الجماعة الإسلامية الذين كانوا موجودين بالقاهرة منهم محمد مختار أمير الجماعة بالمنيا وقد بلغهم أن الأمن سوف يبدأ في القبض علي باقي قيادات التنظيم المسلح في الصعيد فقرر قيادات الجماعة الانتشار في الجبال والزراعات والاختفاء في أماكن سرية واثر ذلك علي سير عملية الإعداد والتدريب فهناك فرق شاسع بين أن تعمل في أمن وأمان وأن تعمل وأنت مطارد خائف وجل.

عــاجل تفاصيل عمليات قتل وسرقة الأقباط باعترافات قائد التنظيم المسلح للجماعة الإسلامية

الرجوع للصفحة الرئيسية

0 التعليقات

شارك بتعليقك

مواضيع تهمك

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
الصفحة الرئيسية | حقوق القالب ل سامبلكس | مع تحيات المصري الحر