وصل إلى القاهرة وفدين من حركة حماس فى لحظة مشحونة بالتفاصيل و الأحداث
السياسيه وتضاربت الأنباء العديده حول سبب تلك الزيارة، فالحرص على تواجد
قيادات الصف الأول من الحركه على الأراضى المصريه وفى هذا التوقيت دعا
الكثيرون إلى التساؤل، وبدت الإجابات غائبة بالطبع فى ظل شكل العمل السرى
الذى أظنه لا يليق بالمقام ولا يناسب اللحظة فى إجمالها، هكذا بدأ الخبير
الأمنى خالد عكاشة مقاله الذى جاء تحت عنون: (الإخوان وحماس.. وترتيبات
اللحظة الأخيرة)وقال عكاشة، مجموعات حماس التى وصلت إلى الأرض المصريه تضم مجموعة من الكوادر المسجله لدى السلطات الأمنيه المصريه كشخصيات غير مرغوب فى دخولها البلاد ـ وهو التعبير المهذب ـ لخطورتهم ولإنخراطهم فى عمليات إدارة مباشره لمليشيات مسلحه، ولصلاتهم المفتوحه مع تنظيمات صنفت محليا ودوليا لدى الأجهزة المعنيه على أنها تمارس الإرهاب المسلح
وتضم هذه المجموعات أيضا شخصيات محظور دخولها إلى البلاد ـ وهو التعبير المباشر ـ لمنع دخولهم إلى البلاد لتورطهم فى أعمال عدائيه ضد مصر، وتتخذ الأعمال العدائيه أشكال متنوعه من تهريب أسلحه عبر الحدود وتمويل بعض منظمات العمل المسلح وتدريب عناصر محلية تستهدف الإخلال بالأمن والسلم العام فضلا عن توفير دعم لوجستى للعديد من نشطاء التنظيمات المصنفه إرهابيا
كما اضاف، ويتخذ الدعم اللوجستى أشكال متنوعه تتمثل فى توفير المعلومات اللازمه لتلك المنظمات لممارسة أنشطتها وتوفير ملاذات آمنه لعناصر تلك الجماعات للهروب والإختباء من الملاحقات الأمنيه، وهذا الدعم اللوجستى المشار إليه بأمثلته السابقه تقوم به أجهزة أمنيه محترفة تابعه لحركة حماس وهى متخصصه فى ( أعمال ونشاطات الخارج ) هذا هو اسمها داخل التنظيم ولذلك يكون القائمين على مثل هذه الأعمال فى مربع الرصد والمتابعه أيضا من أجهزتنا الأمنيه، ويستتبع ذلك المنع المباشر من دخولهم إلى البلاد وهو ما توافر لدى مجموعة من أعضاء الوفود القادمه صحبة القيادات الحمساويه رفيعة المستوى، لذلك كان الأمر يحتاج إلى تدخل رئاسى مباشر للسماح بدخولهم إلى الأراضى المصريه !!
ولكل ماسبق تدخل تلك الزيارة فى توقيتها ومغزاها كأهم حدث فارق سيسجل بالطبع فى الفترة التاريخيه التى سبقت ما سوف يحدث فى تاريخ الثلاثين من يونيو، وأول ما خرج من دهاليز المقطم فى الفترة التى سبقت الزيارة أن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين إزاء بحث ملفات فى غاية الأهمية والخطورة، أول تلك الملفات جاءت من ضفاف شاطئ الخليج العربى وتحديدا من دولة قطر، حيث تدور هناك حالة من المخاض العسير غير المفهوم حتى الآن حول تغييرات جذرية فى قواعد الحكم بالبلاد التى تأخذ بعض الأشكال الدراميه والعنيفه داخل قصر الحكم القطرى، وقد ينتج هذا المخاض تغيرا حقيقيا يبدو حتى الآن تحت سيطرة اللاعبين فى هذه الدويلة الهامه والأهم أن لا يدور العبث فى الملفات أو التوجهات التى تديرها قطر بالوكالة داخل دائرة الربيع العربى
وأكمل موضحاً، هذه الهزة القطريه تستدعى على الفور البحث الإخوانى عن مواضع أقدامهم فالرباط الوثيق مع قطر ليس بخافيا على أحد والحبل السرى الممدود ما بين الدوحة وقيادة الحركة يمثل الشريان الأهم والأسخن فيما يدور من أحداث، وصول خالد مشعل تحديدا إلى القاهرة بعد جولة خارجيه جاءت لتضع أهم المستجدات والترتيبات أمام المرشد العام للفحص ووضع خارطة طريق المرحلة القادمه لضمان إستمرارية الدعم المالى والسياسى الصادر عن الدوحه وتوحيد المواقف التى يخشى بقوة من تعرضها لهزة ما خاصة مع وجود المتغيرات الآخرى .
المتغيرات الأخرى لا تقل أهمية عما سبق فقد إتخذت الولايات المتحدة الأمريكيه قرارا مباشرا وصريحا ببدء تسليح المعارضة السوريه فى تطور فارق يؤكد ما قرره الإتحاد الأوربى خلال بداية الشهر، وهو قرار يسارع فى محاولة قلب المعادلات فى سوريا بصورة حاده ويستهدف كما هو معلن تدخل قوات حزب الله الداعمة للنظام السورى الرسمى، إستتبع هذا القرار الأمريكى ترتيب الأوراق مع الحلفاء على الأرض وبدت السرعه فى بعض صورها كاشفه وموحيه بمن ستوكل إليه مهمة التنفيذ، فقد انقلب الموقف الرسمى المصرى فى غضون ساعات ليمارس ألعاب الحشد الشعبى المريب للذهاب إلى سوريا، واتخذ من القرارات الدبلوماسيه من قطع علاقات وإغلاق سفارات ما كان لابد أن يستغرق وقتا وتحضيرا يفوق الزمن المتعجل الذى دارت فيه الأمور، ووصول حماس إلى القاهرة أيضا بهذا الوفد الكبير والهام ظهر أنه وثيق الصلة بضرورة إتخاذ قرارات تنظيميه عالية المستوى تحدث متغير سريع فى المعادلة السوريه كما وصل نصا من الولايات المتحدة الأمريكيه إلى مكتب الإرشاد بالمقطم رأسا” .
وأردف عكاشة، دخل النظام المصرى بهذا الشكل المتعجل والدافع بكل قوته لتنفيذ المطلوب على هذا الصعيد وفق صيغة الجاهز دائما لتنفيذ المطلوب الأمريكى، ولم يستشعر النظام الإخوانى الحرج من كونه حتى الآن يمثل النظام الرسمى المصرى الذى كان لابد من ترتيب مواقفه بصورة أكثر إتزانا مما دار، لم يدخل الحرج ولا حسابات المواقف الفارقه لدولة بحجم مصر فى محيطها العربى والإقليمى دائرة الإعتبار الإخوانيه فقلبت تصريحاتها العكسيه فى أيام و بدلت مواقعها فى رقصة بهلوانيه أقرب للخطورة الداهمه، ولم يكن سوى الحليف الحمساوى هو من يمكن مشاركتها لتلك الرقصة ومن يمكن أن يكون جاهزا لممارسة هذا النوع من العمليات فى تجهيز المتطوعين ورسم خرائط الدخول الفاعل على الأرض السوريه من واقع خبرة التواجد هناك، وهو تواجد إستمر أعوام وإنتهى أيضا بتباعد مريب مع النظام السورى الذى شكل حاضن شرعى وحيد للمكتب السياسى لحركة حماس فى وقت كان الجميع يتهرب من وجودها على أراضيه .
واستطرد، بقي السبب الضاغط والعامل الأهم فى ممارسة النظام المصرى لهذا الإنقلاب الدراماتيكى فى الموقف من سوريا، ومعه هذا الحشد الحمساوى الغير مسبوق داخل القاهرة ونحن نفتش عن ما يدور خلف ستار مكتب الإرشاد السميك، فالنظام الإخوانى العالمى يستشعر خطورة داهمه من إنقلاب الأوضاع داخل مصر وإكتساح المد الإحتجاجى لكل الحصون و البروج المشيدة، المؤشرات تثير قلق عميق بأن الإنقلاب قد يكون أقرب من حبل الوريد، وهو ما كان السبب المباشر فى ممارسة الرقصات البهلوانية أمام الراعى الأمريكى فقد يكون إحتياج الإخوان إلى دعمه بأسرع مما يمكن فيه الإنتظار لممارسة سياسة عاقله، والراعى الأمريكى يفهم هذه المعادلة جيدا ويمارس بدوره إبتزاز ويملى تعليمات هوموقن بتمام تنفيذها وفى توقيتات قياسيه .
اختتم مقاله، وحركة حماس و التى تفاخر المرشد السابق مهدى عاكف بأنهم منها و هى منهم، وهى التى ساعدت الإخوان فى مصر مساعدات ثمينه وقت بداية ثورة يناير يجتهدون الآن لتكرار المساهمه بالفعل و الإنجاز على الأرض، فهم يدخلون على المشهد مرة أخرى فى محاولة لتقديم مساعدة أغلى بالحفاظ على العرش المرشح للتداعى، وهو خطر يدرك التنظيم العالمى أنه يهدد وجوده فى الصميم ويقترب من مشهد معركة البقاء التى يمكن فيها إستخدام كل الأسلحه المشروعة وغيرها، ويكشف عن وجه البهلوان الذى تسقط عنه كل الأصباغ .
البوم صور:
